التساهل أم الحزم في حروب الشياطين لقداســه البابا
صفحة 1 من اصل 1
التساهل أم الحزم في حروب الشياطين لقداســه البابا
التساهل أم الحزم في حروب الشياطين
لقداســه البابا
كثيرامايسقط الإنسان في الخطية, بسبب تساهله وعدم حزمه في محارباته الروحية.فكيف ذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج, وتريد أن تدخل وتسيطر.وبالتساهل معها تتحول الحرب من الخارج إلي داخل القلب.
كثيرا مايسقط الإنسان في الخطية, بسبب تساهله وعدم حزمه في محارباته الروحية.
فكيفذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج, وتريد أن تدخل وتسيطر.وبالتساهل معها تتحول الحرب من الخارج إلي داخل القلب. فكيف يحدث هذاالتطور؟ تكون الخطية في الخارج: شيئا مثيرا, وتصرفا سيئا من شخص ما, أو أيشيء يمكن اشتهاؤه أو اقتناؤه ثم يتساهل الإنسان مع حواسه, مع سمعه أوبصره, فيأتيه الفكر ضعيفا في البدء, ويمكن طرده بسهولة. ولكن بالتساهل معالفكر, ينزل إلي القلب, ويتحول إلي شعور. فإن استيقظ الإنسان إلي نفسهيمكنه التخلص من هذا الشعور, مؤقتا, لأنه يقوده إلي الخطيئة. فهذا الشعورالخاطيء هو خطية في حد ذاته. ولكن بالتساهل مع الشعور يتحول إلي انفعال أوشهوة. وهنا يكون الإنسان قد بدأ يخضع للفكر. وبدأ يدخل في صراع بين شهوتهوضميره. والشهوة إن طردت بحزم, يمكن التخلص منها. ولكن بالتساهل تبدأالشهوة أن تنتشر حتي تشمل فكر الإنسان وقلبه وحواسه.
وبالتساهل معالشهوة, تحاول أن تعبر عن ذاتها عمليا. فإن تساهل معها يصل إلي الخطيةبالفعل والعمل, وتصبح الخطية كاملة. ثم لاتستريح الخطية بهذا, إنما تريدأن تتكرر. فإما أن يتوب الإنسان بعد سقطته, أو أنه يتساهل في عمل الخطية,فتتحول إلي عادة. وبهذا يخضع لسيطرتها ويصبح عبدا لها, ويرتكب الخطية بغيرارادته أحيانا ولايملك السيطرة علي نفسه.. كمن يقع في الغضب تلقائيا,ويثور دون ان يتحكم في أعصابه. أو كمن يخطيء في الكلام دون أن يتحكم فيألفاظه...
أما الأبرار فهم في منتهي الحزم, لا يتساهلون مع أنفسهم.إنما لهم علي أنفسهم رقابة شديدة جدا: رقابة علي كل فكر, علي كل شعور,رقابة شديدة علي حواسهم, في حزم. ورقابة علي كل كلمة تخرج من أفواههم,وعلي كل تصرف. إنها رقابة من الضمير ساهرة في حرص, والنعمة تحفظها.
لاتساهلإذن مع الخطية, اعتمادا, علي قوتك. ثقة منك أن الشيطان لايقدر عليك. فالذيلايحترص, ولايبعد عن العثرات, ولا يطلب معونة الله ليلا ونهارا, يمكن أنيسقط كما سقط من قبله أقوياء.
إنك تكون في ملء قوتك حينما تبدأ الحربالروحية من الخارج. وتكون أيضا في ملء عمل النعمة معك. ولكنك كلما تتساهلمع الخطية, تضعف قوتك, وتقل مقاومتك, ويزداد تأثير الخطية عليك, وتزدادسيطرتها علي تفكيرك وشعورك وإرادتك. إذ يكون فكر الخطية قد ثبت أقدامهداخلك, وحينما تحاول أن تخرج من نطاقه ومن مجاله, تجد عقبات وتدخل في صراع.
وباستمرارالتساهل, تجد قوتك قد فرغت, واستسلمت. كقطعة من الحديد وجدت نفسها في مجالالمغناطيس. وتريد أن تخرج منه فلا تعرف. وأحيانا لاتريد. بل تجدد نفسهابكل مافيها منجذبة إليه!!
كما أن تساهلك مع الخطية ـ ولو بالفكر ـمعناه أن مثاليتك بدأت تهتز. بدأت تتنازل عن المستوي العالي, وتسمحللشيطان بمكان داخلك. إن الشيطان في بدء حروبه معك, يحاول أن يختبرك ويجسنبضك, ليعرف نوعيتك: هل أنت سهل أمامه أم صعب؟ هل ترفض كل ما يعرضه عليكبحزم وبدون نقاش؟ أم تقبل؟ أم تتفاوض؟ أم تتساهل معه وتقابله في منتصفالطريق. لذلك نراك تتساهل مع أفكاره, حينئذ تسقط هيبتك أمامه, ويعاملك عليأساس هذه الخبرة. وحينئذ يتجرأ الشياطين ويتلاعبون بك. ويسلمك كل وحد منهمإلي الآخر لكي يلهو بك.
ككرة قد نزلت إلي الملعب, واللاعبون يمررونها بينهم. احترس إذن لنفسك. فالذي يتساهل مع الخطية مرة يتعود التساهل ويتمادي فيه.
لاتتساهلمطلقا مع الخطية مهما بدت أمامك بسيطة, فاعتبارك أنها بسيطة يقودك إليالتساهل. لا تحاول أن تقسم الخطايا إلي صغائر وكبائر. لاتقل هذا شيء بسيطوهذا أمر تافه لا يزعج الضمير, وهذه ليست خطية؟ وهذا التصرف لايعثرني, ولنيترك أثرا في نفسي. واعلم ان كثيرين قد سقطوا لعدم تدقيقهم فيما يفعلونه.واعلم ايضا ان الذي لايحترص من الصغائر, يمكن ان يسقط في الكبائر. وكلخطية هي تمرد علي الفضيلة, وانفصال عن العشرة مع الله.
والخطية عموما هي ضعف ودنس.
كثيرونمثلا يعتبرون ان اخطاء اللسان هي امور بسيطة لاتزعج ضمائرهم. بينما كلكلمة بطالة يتكلم بها الشخص, سوف يعطي عنها حسابا امام الله. وليست الكلمةالبطالة هي فقط التي في مستوي الكذب والشتيمة والتجديف. إنما الكلمةالبطالة هي كل كلمة ليست للمنفعة, وليست للبنيان. ولاشك أن الإنسان الذييدقق في كلماته, ولا يتساهل مع أخطاء اللسان, فإنه بالتالي لم يتساهل معالعمل الخاطئ, والتدقيق الذي يتعوده يشمل كل حياته وكل تصرفاته. كن مدققاإذن في كل شيء. واعلم أن التساهل مع الشيء الصغير يجعله يكبر. والذييتساهل في الخطوة الأولي يقع في الثانية ثم في الثالثة وإلي غير حد. واعلمان التساهل قد يؤدي الي اللامبالاة, وإلي عدم الخوف من كسر وصايا الله.لأنك في تساهلك لست تتساهل فقط مع حروب الشياطين, أو مع نقاوة قلبك, إنماتتساهل بالأكثر في حقوق الله عليك, في وصاياه الإلهية.
وإن سقطت فيخطية لاتتساهل في معاقبة نفسك عليها, وفي توبيخ ذاتك بل في معاقبة نفسكأيضا. ولا تحاول أن تدلل ذاتك في سقطاتها وتلتمس لها عذرا وتخفف عنها! لأنالذي يتساهل في توبيخ نفسه علي خطاياه, ما أسهل ان يرجع إليها.
وإنتعودت عدم التساهل مع الخطية, سوف تتعود أيضا التدقيق في القيام بواجباتكالروحية, وفي حرصك باستمرار علي خلاص نفسك والاستعداد لأبديتك
لقداســه البابا
كثيرامايسقط الإنسان في الخطية, بسبب تساهله وعدم حزمه في محارباته الروحية.فكيف ذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج, وتريد أن تدخل وتسيطر.وبالتساهل معها تتحول الحرب من الخارج إلي داخل القلب.
كثيرا مايسقط الإنسان في الخطية, بسبب تساهله وعدم حزمه في محارباته الروحية.
فكيفذلك؟ المعروف أن الخطية تبدأ بحرب من الخارج, وتريد أن تدخل وتسيطر.وبالتساهل معها تتحول الحرب من الخارج إلي داخل القلب. فكيف يحدث هذاالتطور؟ تكون الخطية في الخارج: شيئا مثيرا, وتصرفا سيئا من شخص ما, أو أيشيء يمكن اشتهاؤه أو اقتناؤه ثم يتساهل الإنسان مع حواسه, مع سمعه أوبصره, فيأتيه الفكر ضعيفا في البدء, ويمكن طرده بسهولة. ولكن بالتساهل معالفكر, ينزل إلي القلب, ويتحول إلي شعور. فإن استيقظ الإنسان إلي نفسهيمكنه التخلص من هذا الشعور, مؤقتا, لأنه يقوده إلي الخطيئة. فهذا الشعورالخاطيء هو خطية في حد ذاته. ولكن بالتساهل مع الشعور يتحول إلي انفعال أوشهوة. وهنا يكون الإنسان قد بدأ يخضع للفكر. وبدأ يدخل في صراع بين شهوتهوضميره. والشهوة إن طردت بحزم, يمكن التخلص منها. ولكن بالتساهل تبدأالشهوة أن تنتشر حتي تشمل فكر الإنسان وقلبه وحواسه.
وبالتساهل معالشهوة, تحاول أن تعبر عن ذاتها عمليا. فإن تساهل معها يصل إلي الخطيةبالفعل والعمل, وتصبح الخطية كاملة. ثم لاتستريح الخطية بهذا, إنما تريدأن تتكرر. فإما أن يتوب الإنسان بعد سقطته, أو أنه يتساهل في عمل الخطية,فتتحول إلي عادة. وبهذا يخضع لسيطرتها ويصبح عبدا لها, ويرتكب الخطية بغيرارادته أحيانا ولايملك السيطرة علي نفسه.. كمن يقع في الغضب تلقائيا,ويثور دون ان يتحكم في أعصابه. أو كمن يخطيء في الكلام دون أن يتحكم فيألفاظه...
أما الأبرار فهم في منتهي الحزم, لا يتساهلون مع أنفسهم.إنما لهم علي أنفسهم رقابة شديدة جدا: رقابة علي كل فكر, علي كل شعور,رقابة شديدة علي حواسهم, في حزم. ورقابة علي كل كلمة تخرج من أفواههم,وعلي كل تصرف. إنها رقابة من الضمير ساهرة في حرص, والنعمة تحفظها.
لاتساهلإذن مع الخطية, اعتمادا, علي قوتك. ثقة منك أن الشيطان لايقدر عليك. فالذيلايحترص, ولايبعد عن العثرات, ولا يطلب معونة الله ليلا ونهارا, يمكن أنيسقط كما سقط من قبله أقوياء.
إنك تكون في ملء قوتك حينما تبدأ الحربالروحية من الخارج. وتكون أيضا في ملء عمل النعمة معك. ولكنك كلما تتساهلمع الخطية, تضعف قوتك, وتقل مقاومتك, ويزداد تأثير الخطية عليك, وتزدادسيطرتها علي تفكيرك وشعورك وإرادتك. إذ يكون فكر الخطية قد ثبت أقدامهداخلك, وحينما تحاول أن تخرج من نطاقه ومن مجاله, تجد عقبات وتدخل في صراع.
وباستمرارالتساهل, تجد قوتك قد فرغت, واستسلمت. كقطعة من الحديد وجدت نفسها في مجالالمغناطيس. وتريد أن تخرج منه فلا تعرف. وأحيانا لاتريد. بل تجدد نفسهابكل مافيها منجذبة إليه!!
كما أن تساهلك مع الخطية ـ ولو بالفكر ـمعناه أن مثاليتك بدأت تهتز. بدأت تتنازل عن المستوي العالي, وتسمحللشيطان بمكان داخلك. إن الشيطان في بدء حروبه معك, يحاول أن يختبرك ويجسنبضك, ليعرف نوعيتك: هل أنت سهل أمامه أم صعب؟ هل ترفض كل ما يعرضه عليكبحزم وبدون نقاش؟ أم تقبل؟ أم تتفاوض؟ أم تتساهل معه وتقابله في منتصفالطريق. لذلك نراك تتساهل مع أفكاره, حينئذ تسقط هيبتك أمامه, ويعاملك عليأساس هذه الخبرة. وحينئذ يتجرأ الشياطين ويتلاعبون بك. ويسلمك كل وحد منهمإلي الآخر لكي يلهو بك.
ككرة قد نزلت إلي الملعب, واللاعبون يمررونها بينهم. احترس إذن لنفسك. فالذي يتساهل مع الخطية مرة يتعود التساهل ويتمادي فيه.
لاتتساهلمطلقا مع الخطية مهما بدت أمامك بسيطة, فاعتبارك أنها بسيطة يقودك إليالتساهل. لا تحاول أن تقسم الخطايا إلي صغائر وكبائر. لاتقل هذا شيء بسيطوهذا أمر تافه لا يزعج الضمير, وهذه ليست خطية؟ وهذا التصرف لايعثرني, ولنيترك أثرا في نفسي. واعلم ان كثيرين قد سقطوا لعدم تدقيقهم فيما يفعلونه.واعلم ايضا ان الذي لايحترص من الصغائر, يمكن ان يسقط في الكبائر. وكلخطية هي تمرد علي الفضيلة, وانفصال عن العشرة مع الله.
والخطية عموما هي ضعف ودنس.
كثيرونمثلا يعتبرون ان اخطاء اللسان هي امور بسيطة لاتزعج ضمائرهم. بينما كلكلمة بطالة يتكلم بها الشخص, سوف يعطي عنها حسابا امام الله. وليست الكلمةالبطالة هي فقط التي في مستوي الكذب والشتيمة والتجديف. إنما الكلمةالبطالة هي كل كلمة ليست للمنفعة, وليست للبنيان. ولاشك أن الإنسان الذييدقق في كلماته, ولا يتساهل مع أخطاء اللسان, فإنه بالتالي لم يتساهل معالعمل الخاطئ, والتدقيق الذي يتعوده يشمل كل حياته وكل تصرفاته. كن مدققاإذن في كل شيء. واعلم أن التساهل مع الشيء الصغير يجعله يكبر. والذييتساهل في الخطوة الأولي يقع في الثانية ثم في الثالثة وإلي غير حد. واعلمان التساهل قد يؤدي الي اللامبالاة, وإلي عدم الخوف من كسر وصايا الله.لأنك في تساهلك لست تتساهل فقط مع حروب الشياطين, أو مع نقاوة قلبك, إنماتتساهل بالأكثر في حقوق الله عليك, في وصاياه الإلهية.
وإن سقطت فيخطية لاتتساهل في معاقبة نفسك عليها, وفي توبيخ ذاتك بل في معاقبة نفسكأيضا. ولا تحاول أن تدلل ذاتك في سقطاتها وتلتمس لها عذرا وتخفف عنها! لأنالذي يتساهل في توبيخ نفسه علي خطاياه, ما أسهل ان يرجع إليها.
وإنتعودت عدم التساهل مع الخطية, سوف تتعود أيضا التدقيق في القيام بواجباتكالروحية, وفي حرصك باستمرار علي خلاص نفسك والاستعداد لأبديتك
rina_2010- المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 19/11/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى