القسمة والنصيب في الزواج
كلمة منفعة :: البيت المسيحى :: الأســــــــــــــــــــرة :: كيفية إختيار شريك الحياه والأسره الناجحه
صفحة 1 من اصل 1
القسمة والنصيب في الزواج
القسمة والنصيب في الزواج
أو هل هناك (زوج أو زوجة) معين لي من الله لابد أن ارتبط به؟
“من أول يوم يتولد فيه المولود يتكتب على جبينه ابن فلان لبنت فلان وبنت فلان لابن فلان”
هذه العبارة سمعتها بالنص في أحد المسلسلات العربية بالتلفزيون المصري، وهي تؤكد فكرة القسمة والنصيب في الزواج، وهذا له مرجعية دينيه تقول أن كل خطوة في حياة الإنسان “مكتوبة” وبناء عليه “المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين” وهذا ما يسمى بالقدر أو القدرية حتى أننا نسمع هذه العبارة كثيراً “مقدر ومكتوب”
وفي الجانب الآخر نجد عبارات أخرى مثل: “اسمع صوت ربنا” أو “الرب قالي” أو “الإنسان أو الإنسانة المعين لي من الله” وهذا الاتجاه يأخذه كثير من المتدينين أو المؤمنين المسيحيين عن إخلاص وحب لله، وفي نفس الوقت بإيمانه أنه إذا اختار لنفسه فسوف يختار خطأ، لكن إذا ترك أمر الاختيار على الله فسوف يختار له الله الأفضل.
ولكني أرى … أن هذا النوع الأخير والذي يطلب “مشيئة الله بطريقة الرب قالي” لا يفرق كثيراً عن النوع الأول والذي يؤمن “بالمكتوب على الجبين” فهؤلاء متشابهين في الاتجاه والإيمانيات ومتحدين في فكرة الغيبيات، ولكن مختلفين فقط في المسميات.
ونرى في كلا من الفريقين إهمال متعمد لدور الإنسان وإرادته وعواطفه، فهو عليه أن لا يختار بعقله (لأنه محدود) ولا يختار بعواطفه لأن عواطفه (خادعة) فعليه أن يقول لعقله: “لا” ويقول لقلبه: “اسكت” حتى يختار لي القدر – أو يختار لي الله – ما هو مكتوب لي.
وهنا أتساءل:
وللإجابة عليها أضع بعض النقاط الهامة وسأقوم بالشرح البسيط لكل نقطه منها لتتضح لنا الصورة في النهاية، وهذه النقاط هي:
1- ما هي مشيئة الله؟
2- ما هي مشيئة الله في الزواج تحديداَ؟
3- دور الله في الزواج
4- دور الإنسان في الزواج
5- من الذي يقرر؟؟
أولا: ما هي مشيئة الله؟
مشيئة الله هي فكر وإرادة الله ذاته، وهي كبيرة وعظيمة بنفس عظمة الله نفسه، وهي أكبر من مجرد حدث في حياة فرد. يدخل هذه الكلية أم تلك، أم يتزوج فلانة أو فلان، أو يعمل المشروع الفلاني أم لا.
ولكي نتعرف على ما هي مشيئة الله دعنا نقرأ هذه الآيات من الكتاب المقدس:
v “يسلم عليكم أبفراس ، الذي هو منكم ، عبد للمسيح ، مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات ، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله” (كولوسي 4 : 12)
v “لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم . أن تمتنعوا عن الزنا” (ا تس 4 : 3)
v “اشكروا في كل شيء ، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم (ا تسالونيكي 5 : 18)
v “الذي يريد أن جميع الناس يخلصون ، وإلى معرفة الحق يقبلون” (1 تسالونيكي 2 : 4)
الذي يقرأ هذه الآيات يجد أن مشيئة الله تعبر عن حياة بأكملها يعيشها الإنسان، وليست مجرد حدث ما فقط، فلكي أعيش مشيئة الله عليَّ أن أعيش حياة القداسة، الشكر، احصل على الخلاص ، وأعرف الحق ….الخ هنا أكون في دائرة مشيئة الله وأعيشها يوماً فيوم، كما كان يفعل الرب يسوع المسيح نفسه فهو قال لتلاميذه: “قال لهم يسوع : طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله” (يوحنا 4 : 34)
إذا مشيئة الله أمر أكبر من أي إنسان أو من أي حدث في حياته
إن إرادة الله هي: أفكاره ، مبادئه ، طرقه ، أقواله ، أحكامه
فلكي تطلب مشيئة الله في حياتك، عليك أن تعيش “المشيئة الكاملة أولاً”
“ولا تشاكلوا هذا الدهر ، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ، لتختبروا ما هي إرادة الله : الصالحة المرضية الكاملة” (رومية 12 : 2)
ثانيا: ما هي مشيئة الله في الزواج بالتحديد؟:
أعتقد أن الشرط الوحيد الذي نجده في كلمة الله عن هذا الموضوع هو مبدأ أن لا نكون في نير متخالف حسب ما هو مكتوب:
“لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين ، لأنه أية خلطة للبر والإثم ؟ وأية شركة للنور مع الظلمة” (2كورونثوس 6 : 14)
وهو نفس المبدأ الذي اتبعه أبونا إبراهيم في زواج ابنه اسحق فنجده يقول لرئيس العبيد: “فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق” (تكوين 24 : 3 – 4)
وكأن الله هنا يرسم لنا دائرة حول نوعية الشخصيات التي أختار منها شريك أو شريكة حياتي، وهذه الدائرة اسميها “دائرة الإيمان” فيجب عل كل مؤمن أن يختار من داخل دائرة الإيمان التي رسمها الله له ولا يخرج خارجها لأنه إذا خرج خارجها سوف يعيش بنير متخالف وسيحصد حصاد مرير.
ثالثا: دور الله في الزواج:
كلنا نعرف أن الله يعلم الماضي والحاضر والمستقبل، فهو يرى المستقبل كما نرى نحن الماضي، هذا ما نسميه بـ “علم الله السابق” فالله يعلم ما سيحدث في كل حياتي من بدايتها حتى نهايتها.
لكن هذا لا يعني أن الله يملي عليَّ مشيئة بحكم علمه السابق بها. فهو عالم اختياراتي ونتائج اختياراتي هذه بحكم علمه السابق فقط،لا لكي يرغم إنسان أن يسلك في طريق معين.
أما عن دور الله في الزواج نجد هذا الدور واضح جدا من قصة زواج اسحق برفقة وهو دور الإرشاد والقيادة فهو وعد قائلاً: “أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها . أنصحك . عيني عليك” (مزمور 32 :
فنجد إبراهيم يقول لعبده “الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي ، والذي كلمني والذي أقسم لي قائلا : لنسلك أعطي هذه الأرض ، هو يرسل ملاكه أمامك ، فتأخذ زوجة لابني من هناك” (تكوين 24 : 7)
ووضع أليعازر عبد إبراهيم علامة أمام الله، أن التي تقول له أسقيك وأسقى الجمال هي زوجة اسحق، وفي التفسير التطبيقي نجد تعليق على هذه الحادثة قائلاً:
“هل كان من الصواب أن يطلب عبد إبراهيم من الله علامة مثل هذه؟ لم تكن العلامة التي طلبها شيئاَ غريباً عن المألوف. فكان واجب الضيافة في تلك الأيام يقضي أن تعرض النساء الماء على المسافرين المتعبين، ولكن ليس مواشيهم. ولكن أليعازر طلب من الله أن يكشف له عن امرأة ذات موقف متميز بالمروءة والاستعداد للخدمة الحقيقية، امرأة تتجاوز ما يُنظر منها. فكان العرض بأن تسقى جماله أيضاً دليلاً على الاستعداد للخدمة، فلم يطلب أليعازر امرأة ذات جمال أو ثروة، لأنه يعرف أهمية القلب الصادق، كما عرف أهمية أن يطلب من الله أني يعنيه في مهمته.”
إن دور الله في الزواج هو الإرشاد وإنجاح الطريق، كما قال اليعازر : “فقال لهم : لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي . اصرفوني لأذهب إلى سيدي” (تكوين 24 : 56) لكن الله لا يقوم بالاختيار عوضاً عني.
واليعازر هنا يقوم بدور الروح القدس كما قالوا مفسرين كلمة الله، وكما هو مكتوب: “لأن كل الذين ينقادون بروح الله ، فأولئك هم أبناء الله” (رومية 8 : 14) فالروح القدس يقود المؤمن ويعطيه سلام داخلي ناحية الأمر الذي لا يتعارض مع فكر ومشيئة الله.
رابعا: دور الإنسان في الزواج:
الإنسان له إرادة وعقل وعواطف والله يحترم جدا إرادة الإنسان ولا يفكر نهائيا في إلغاؤها، أو أن يركنها ولا يستخدمها الإنسان، بل هو من أول يوم خلق الله فيه آدم جعل له حرية الاختيار فوضع له أن يختار أن يأكل أو لا يأكل من الشجرة وأن يتحمل نتائج اختياراته.
ونجد الله يقول في سفر التثنية: “أشهد عليكم اليوم السماء والأرض . قد جعلت قدامك الحياة والموت . البركة واللعنة . فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك” (تثنية 30 : 19) هنا يضع الله الموت والحياة البركة واللعنة ويترك للإنسان حرية الاختيار. وكأب محب يقول له اختر الحياة لكي تحيا.
وهو هنا يضع أهم قرار في حياتي والذي يحدد مصيري الأبدي بين يديَّ. فعلي أن أختار أين سأقضي أبديتي من الآن: إن كانت في السماء أم في النار.
فإن كان الله قد وضع هذا القرار الخطير في يدي الإنسان، وهو قرار تحديد مصيري الأبدي، فكيف يسلبه حقه في الاختيار عندما يتزوج؟؟
هنا يبرز الدور المهم للإنسان في الزواج فهو يختار كما وضحنا قبلاً من داخل دائرة الإيمان وهنا يكون حقق مشيئة الله، ويختار بإرادته وعقله وعواطفه الشخصية المناسبة معه والتي تتوافق مع كافة أجزاء حياته سواء توافق اجتماعي أو ثقافي أو تعليمي أو عقائدي …الخ وهنا يكون قد حقق إرادته هو ورغبته هو واختياراته هو ويتحمل أيضاً كل نتائج هذا الاختيار السلبية أو الإيجابية.
فالإنسان ليس دمية أو (عروسة في مسرح عرائس) تحركها يد الله، لكنه دم ولحم وإرادة وعواطف والله يحترم هذه الأشياء فينا أيضاً لأنها من صنع يديه.
فأنا أختار بحسب فكر وإرادة الله في الكتاب المقدس، وأطلب إرشاده وفي نفس الوقت هو لا يلغي إرادتي وعقلي وعواطفي لأن الحب هو أساس مهم وضعه الله في الزواج الناجح.
خامسا: من الذي يقرر؟؟
بعد هذا المشوار من الدراسة والبحث البسيط، نريد أن نجيب على هذا السؤال الهام من الذي يقرر “أنا” أم “الله”؟؟ في اختيار شريك الحياة
وأقول رأيي في هذا الأمر وأعتقد سوف يتعارض مع كثير من الآراء وهو:
إن الاختيار هو حق من حقوق الإنسان
وأن الله لا يسر بأن ينزع هذا الحق منه لأن عطاياه للإنسان هي بلا ندامة، وهو هنا يرقى بالإنسان لمستوى المسؤولية ويجعله شريك في المشيئة الإلهية وليس مجرد عبد أو مجرد جندي في جيش ينفذ ما يملى عليه.
لكن الإنسان يختار في ضوء كلمة الله ويختار من داخل “دائرة الإيمان” ويختار بإرشاد وقيادة من الله ومن روحه القدوس.
هنا تتحقق المعادلة الصعبة فيكون الزواج بحسب فكر الله وفي نفس الوقت بحسب رأي وفكر الإنسان نفسه.
أو هل هناك (زوج أو زوجة) معين لي من الله لابد أن ارتبط به؟
“من أول يوم يتولد فيه المولود يتكتب على جبينه ابن فلان لبنت فلان وبنت فلان لابن فلان”
هذه العبارة سمعتها بالنص في أحد المسلسلات العربية بالتلفزيون المصري، وهي تؤكد فكرة القسمة والنصيب في الزواج، وهذا له مرجعية دينيه تقول أن كل خطوة في حياة الإنسان “مكتوبة” وبناء عليه “المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين” وهذا ما يسمى بالقدر أو القدرية حتى أننا نسمع هذه العبارة كثيراً “مقدر ومكتوب”
وفي الجانب الآخر نجد عبارات أخرى مثل: “اسمع صوت ربنا” أو “الرب قالي” أو “الإنسان أو الإنسانة المعين لي من الله” وهذا الاتجاه يأخذه كثير من المتدينين أو المؤمنين المسيحيين عن إخلاص وحب لله، وفي نفس الوقت بإيمانه أنه إذا اختار لنفسه فسوف يختار خطأ، لكن إذا ترك أمر الاختيار على الله فسوف يختار له الله الأفضل.
ولكني أرى … أن هذا النوع الأخير والذي يطلب “مشيئة الله بطريقة الرب قالي” لا يفرق كثيراً عن النوع الأول والذي يؤمن “بالمكتوب على الجبين” فهؤلاء متشابهين في الاتجاه والإيمانيات ومتحدين في فكرة الغيبيات، ولكن مختلفين فقط في المسميات.
ونرى في كلا من الفريقين إهمال متعمد لدور الإنسان وإرادته وعواطفه، فهو عليه أن لا يختار بعقله (لأنه محدود) ولا يختار بعواطفه لأن عواطفه (خادعة) فعليه أن يقول لعقله: “لا” ويقول لقلبه: “اسكت” حتى يختار لي القدر – أو يختار لي الله – ما هو مكتوب لي.
وهنا أتساءل:
- · هل هذه فعلاً هي فعلاً إرادة الله؟
- · هل الله ألغى بإرادته الكبيرة العظيمة إرادة الإنسان؟
- · هل عواطف الإنسان وإرادته لا تهم الله في شيء؟؟
- هل الله يختار للإنسان شريك حياته والإنسان ليس له أي دور؟؟!!
وللإجابة عليها أضع بعض النقاط الهامة وسأقوم بالشرح البسيط لكل نقطه منها لتتضح لنا الصورة في النهاية، وهذه النقاط هي:
1- ما هي مشيئة الله؟
2- ما هي مشيئة الله في الزواج تحديداَ؟
3- دور الله في الزواج
4- دور الإنسان في الزواج
5- من الذي يقرر؟؟
أولا: ما هي مشيئة الله؟
مشيئة الله هي فكر وإرادة الله ذاته، وهي كبيرة وعظيمة بنفس عظمة الله نفسه، وهي أكبر من مجرد حدث في حياة فرد. يدخل هذه الكلية أم تلك، أم يتزوج فلانة أو فلان، أو يعمل المشروع الفلاني أم لا.
ولكي نتعرف على ما هي مشيئة الله دعنا نقرأ هذه الآيات من الكتاب المقدس:
v “يسلم عليكم أبفراس ، الذي هو منكم ، عبد للمسيح ، مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات ، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله” (كولوسي 4 : 12)
v “لأن هذه هي إرادة الله: قداستكم . أن تمتنعوا عن الزنا” (ا تس 4 : 3)
v “اشكروا في كل شيء ، لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم (ا تسالونيكي 5 : 18)
v “الذي يريد أن جميع الناس يخلصون ، وإلى معرفة الحق يقبلون” (1 تسالونيكي 2 : 4)
الذي يقرأ هذه الآيات يجد أن مشيئة الله تعبر عن حياة بأكملها يعيشها الإنسان، وليست مجرد حدث ما فقط، فلكي أعيش مشيئة الله عليَّ أن أعيش حياة القداسة، الشكر، احصل على الخلاص ، وأعرف الحق ….الخ هنا أكون في دائرة مشيئة الله وأعيشها يوماً فيوم، كما كان يفعل الرب يسوع المسيح نفسه فهو قال لتلاميذه: “قال لهم يسوع : طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله” (يوحنا 4 : 34)
إذا مشيئة الله أمر أكبر من أي إنسان أو من أي حدث في حياته
إن إرادة الله هي: أفكاره ، مبادئه ، طرقه ، أقواله ، أحكامه
فلكي تطلب مشيئة الله في حياتك، عليك أن تعيش “المشيئة الكاملة أولاً”
“ولا تشاكلوا هذا الدهر ، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم ، لتختبروا ما هي إرادة الله : الصالحة المرضية الكاملة” (رومية 12 : 2)
ثانيا: ما هي مشيئة الله في الزواج بالتحديد؟:
أعتقد أن الشرط الوحيد الذي نجده في كلمة الله عن هذا الموضوع هو مبدأ أن لا نكون في نير متخالف حسب ما هو مكتوب:
“لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين ، لأنه أية خلطة للبر والإثم ؟ وأية شركة للنور مع الظلمة” (2كورونثوس 6 : 14)
وهو نفس المبدأ الذي اتبعه أبونا إبراهيم في زواج ابنه اسحق فنجده يقول لرئيس العبيد: “فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق” (تكوين 24 : 3 – 4)
وكأن الله هنا يرسم لنا دائرة حول نوعية الشخصيات التي أختار منها شريك أو شريكة حياتي، وهذه الدائرة اسميها “دائرة الإيمان” فيجب عل كل مؤمن أن يختار من داخل دائرة الإيمان التي رسمها الله له ولا يخرج خارجها لأنه إذا خرج خارجها سوف يعيش بنير متخالف وسيحصد حصاد مرير.
ثالثا: دور الله في الزواج:
كلنا نعرف أن الله يعلم الماضي والحاضر والمستقبل، فهو يرى المستقبل كما نرى نحن الماضي، هذا ما نسميه بـ “علم الله السابق” فالله يعلم ما سيحدث في كل حياتي من بدايتها حتى نهايتها.
لكن هذا لا يعني أن الله يملي عليَّ مشيئة بحكم علمه السابق بها. فهو عالم اختياراتي ونتائج اختياراتي هذه بحكم علمه السابق فقط،لا لكي يرغم إنسان أن يسلك في طريق معين.
أما عن دور الله في الزواج نجد هذا الدور واضح جدا من قصة زواج اسحق برفقة وهو دور الإرشاد والقيادة فهو وعد قائلاً: “أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها . أنصحك . عيني عليك” (مزمور 32 :
فنجد إبراهيم يقول لعبده “الرب إله السماء الذي أخذني من بيت أبي ومن أرض ميلادي ، والذي كلمني والذي أقسم لي قائلا : لنسلك أعطي هذه الأرض ، هو يرسل ملاكه أمامك ، فتأخذ زوجة لابني من هناك” (تكوين 24 : 7)
ووضع أليعازر عبد إبراهيم علامة أمام الله، أن التي تقول له أسقيك وأسقى الجمال هي زوجة اسحق، وفي التفسير التطبيقي نجد تعليق على هذه الحادثة قائلاً:
“هل كان من الصواب أن يطلب عبد إبراهيم من الله علامة مثل هذه؟ لم تكن العلامة التي طلبها شيئاَ غريباً عن المألوف. فكان واجب الضيافة في تلك الأيام يقضي أن تعرض النساء الماء على المسافرين المتعبين، ولكن ليس مواشيهم. ولكن أليعازر طلب من الله أن يكشف له عن امرأة ذات موقف متميز بالمروءة والاستعداد للخدمة الحقيقية، امرأة تتجاوز ما يُنظر منها. فكان العرض بأن تسقى جماله أيضاً دليلاً على الاستعداد للخدمة، فلم يطلب أليعازر امرأة ذات جمال أو ثروة، لأنه يعرف أهمية القلب الصادق، كما عرف أهمية أن يطلب من الله أني يعنيه في مهمته.”
إن دور الله في الزواج هو الإرشاد وإنجاح الطريق، كما قال اليعازر : “فقال لهم : لا تعوقوني والرب قد أنجح طريقي . اصرفوني لأذهب إلى سيدي” (تكوين 24 : 56) لكن الله لا يقوم بالاختيار عوضاً عني.
واليعازر هنا يقوم بدور الروح القدس كما قالوا مفسرين كلمة الله، وكما هو مكتوب: “لأن كل الذين ينقادون بروح الله ، فأولئك هم أبناء الله” (رومية 8 : 14) فالروح القدس يقود المؤمن ويعطيه سلام داخلي ناحية الأمر الذي لا يتعارض مع فكر ومشيئة الله.
رابعا: دور الإنسان في الزواج:
الإنسان له إرادة وعقل وعواطف والله يحترم جدا إرادة الإنسان ولا يفكر نهائيا في إلغاؤها، أو أن يركنها ولا يستخدمها الإنسان، بل هو من أول يوم خلق الله فيه آدم جعل له حرية الاختيار فوضع له أن يختار أن يأكل أو لا يأكل من الشجرة وأن يتحمل نتائج اختياراته.
ونجد الله يقول في سفر التثنية: “أشهد عليكم اليوم السماء والأرض . قد جعلت قدامك الحياة والموت . البركة واللعنة . فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك” (تثنية 30 : 19) هنا يضع الله الموت والحياة البركة واللعنة ويترك للإنسان حرية الاختيار. وكأب محب يقول له اختر الحياة لكي تحيا.
وهو هنا يضع أهم قرار في حياتي والذي يحدد مصيري الأبدي بين يديَّ. فعلي أن أختار أين سأقضي أبديتي من الآن: إن كانت في السماء أم في النار.
فإن كان الله قد وضع هذا القرار الخطير في يدي الإنسان، وهو قرار تحديد مصيري الأبدي، فكيف يسلبه حقه في الاختيار عندما يتزوج؟؟
هنا يبرز الدور المهم للإنسان في الزواج فهو يختار كما وضحنا قبلاً من داخل دائرة الإيمان وهنا يكون حقق مشيئة الله، ويختار بإرادته وعقله وعواطفه الشخصية المناسبة معه والتي تتوافق مع كافة أجزاء حياته سواء توافق اجتماعي أو ثقافي أو تعليمي أو عقائدي …الخ وهنا يكون قد حقق إرادته هو ورغبته هو واختياراته هو ويتحمل أيضاً كل نتائج هذا الاختيار السلبية أو الإيجابية.
فالإنسان ليس دمية أو (عروسة في مسرح عرائس) تحركها يد الله، لكنه دم ولحم وإرادة وعواطف والله يحترم هذه الأشياء فينا أيضاً لأنها من صنع يديه.
فأنا أختار بحسب فكر وإرادة الله في الكتاب المقدس، وأطلب إرشاده وفي نفس الوقت هو لا يلغي إرادتي وعقلي وعواطفي لأن الحب هو أساس مهم وضعه الله في الزواج الناجح.
خامسا: من الذي يقرر؟؟
بعد هذا المشوار من الدراسة والبحث البسيط، نريد أن نجيب على هذا السؤال الهام من الذي يقرر “أنا” أم “الله”؟؟ في اختيار شريك الحياة
وأقول رأيي في هذا الأمر وأعتقد سوف يتعارض مع كثير من الآراء وهو:
إن الاختيار هو حق من حقوق الإنسان
وأن الله لا يسر بأن ينزع هذا الحق منه لأن عطاياه للإنسان هي بلا ندامة، وهو هنا يرقى بالإنسان لمستوى المسؤولية ويجعله شريك في المشيئة الإلهية وليس مجرد عبد أو مجرد جندي في جيش ينفذ ما يملى عليه.
لكن الإنسان يختار في ضوء كلمة الله ويختار من داخل “دائرة الإيمان” ويختار بإرشاد وقيادة من الله ومن روحه القدوس.
هنا تتحقق المعادلة الصعبة فيكون الزواج بحسب فكر الله وفي نفس الوقت بحسب رأي وفكر الإنسان نفسه.
مواضيع مماثلة
» أسس الزواج الناجح ..
» 6 عادات يجب تجنبها بعد الزواج
» إتيكيت الأيام الأولى من الزواج
» نموذج ميزانية الفرح - حفل الزواج
» ق. سامح موريس - مفهوم الزواج وكيفية إختيار شريك الحياة - 21-5-2010
» 6 عادات يجب تجنبها بعد الزواج
» إتيكيت الأيام الأولى من الزواج
» نموذج ميزانية الفرح - حفل الزواج
» ق. سامح موريس - مفهوم الزواج وكيفية إختيار شريك الحياة - 21-5-2010
كلمة منفعة :: البيت المسيحى :: الأســــــــــــــــــــرة :: كيفية إختيار شريك الحياه والأسره الناجحه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى