عاوز تكييـف
صفحة 1 من اصل 1
عاوز تكييـف
كلمات كثيرة وآهات تسمعها أول كل صيف على وجه الخصوص (الدنيا
حر والجو نار) ( لما الأرض سُخنة كده إمال جُهنم إيه؟) (يا رب إرحم ده إحنا
بنتشوي) وباقي الألفاظ والتعابير التي تدل على الضيق والتعب من الحرارة
ولهيبها وعلى الجانب الآخر وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائده يدعو تجار
أجهزة التكييف أن ترتفع الحرارة أكثر وأكثر لتزيد مبيعات التكييف أكثر
وأكثر.. وتجد إعلانات تقول.. تكييف للسيارة .. تكييف للشقة والعمارة.. وليس
بعيد أن نرى إعلان يقول تكييف للشارع والحارة وهو ما يحدث فعلاً في بعض
دول العالم.
والآن بعد دخول الشتاء وبدأ يشتد ويشتد والعظام ترتجف
وتذهب الدموية من الوجوه بدأ الناس يلجأون للتكيف مرة أخرى.. وبدأت
الإعلانات ( الدفا عفا .. سيبك من الدفاية التكييف هو الحكاية) ( البرد
شديد وتكييف شركتنا حمال وشديد) والآن وبعد هذه الدعاية أسألكم سؤال سألني
إياه صديقي المتعب أوي الذي يلاحقني بأسئلته الإستفزازية .. فاصبحنا كدكتور
جيكل ومستر هايد وكلانا مزيج منهم.. المهم..هو السؤال..
تكييف
حياتك الروحية أخباره إيه؟!
تهت من السؤال هذا وقلت نعم .. ماذا
تقول .. ماذا تقصد؟!
أجابني: أنت قمت بتكييف منزلك وسيارتك وشركتك
وحياتك تمام ماذا عن قلبك..؟
لا أخفي عليكم إن قلبي أصابته نخسة عنيفة
جداً وإنتفضت أحسست أنه دخل الى أعماقي بهذا السؤال..
ونظرت داخل
أحشائي لأجد قلبي .. ليس بارداً أو حاراً فاتراً بدون معالم.. وجدتني
بالفعل قمت بكل ما هو جيد لأجعل من حياتي باردة وقت الحرارة ودافئة وقت
الشتاء.. ونسيت أنني مُحتاج أن اقوم بتكييف حياتي الروحية.. لأكون هادئ
أشعر بسلام ومستقر روحياً ابذل قصارى جهدي في برنامج روحي .. والتكييف يهدئ
من نفسي.. التكييف الروحي. لا يهزني أن يكون حولي تجارب أو صعاب كلها من
خارج أسواري فأنا جالس في التكييف لا يهمني إن عاندني عدو الخير بالتجارب
المؤلمة أو برودة الحياة حولي فأنا في حالة تكييف روحي دائم.
يا
أصدقائي فكروا في كلماتي هذه وصلوا أن نعيش في هدوء وسكينة وسعادة داخلية
بهذا التكييف الروحي الذي لا يهتز ولا يعطل لأنه من أكبر صانع تكييف .. من
يد الله خالق البرد والحر والحياه بأفراحها وأطراحها..
إذا أعجبتكم
كلماتي إعملوا بها وإذا لم تعجبكم فإعتبروها كلمات في الهواء.
بقلم
باهر
شوكت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى