كلمة منفعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأخلاق في مجتمع مرتد حضارياً

اذهب الى الأسفل

الأخلاق في مجتمع مرتد حضارياً Empty الأخلاق في مجتمع مرتد حضارياً

مُساهمة  minagou الخميس سبتمبر 16, 2010 8:50 am





by [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] on Wednesday, September 15, 2010 at 1:23am

الأخلاق هي مبادئ الصواب والخطأ التي يشب الأطفال عليها بسبب نوع التربية والتعليم الذي يتلقونه. بالرغم من أن مبادئ الأخلاق معروفة للجميع، إلا أن هناك بعض القيم الأخلاقية التي أرى أننا نحتاج لأن نتعرض لها ونعيد إحياءها في مجتمعاتنا، ونسأل أنفسنا كآباء وأمهات ما هو موقفنا منها وكيف يمكننا بطرق عملية أن نغرسها في أبنائنا، لكن قبل أن نتعرض لهذه القيم أحب أن أعرض مراحل النمو الأخلاقي للإنسان بحسب العالم النفسي الأمريكي لورانس كولبريج[1] Lawrence Kohlberg الذي يقسم مراحل النمو الأخلاقي للإنسان للمراحل الست التالية: المراحل قبل التقليدية ـ وهي موجودة في الأطفال بشكل طبيعي. هنا تقيم السلوكيات من منظور النفسالمرحلة 1 الأخلاق المدفوعة بالعقاب في هذه المرحلة الخطأ الذي يتجنب هو الخطأ الذي يجلب العقاب والألم والسلوك الأسوأ هو السلوك الذي يجلب العقاب الأشد.المرحلة 2: الأخلاق المدفوعة بالمصلحةفي هذه المرحلة المنحصرة في الذات، لا يوجد بعد اهتمام بمصالح الآخرين، بل يقيم السلوك بما فيه من فائدة للنفس أو للاسرة المباشرة أو للجماعة الدينية أو العرقية. هذا النوع من الأخلاقيات يبرر علاقات المنفعة وعدم الالتزام بالوعود والعهود والعقود وتغيير المواقف والمبادئ إذا تعارضت مع المصالح.المراحل التقليدية. وهي موجودة بشكل طبيعي في المراهقين وأغلب الراشدين. هنا تقيم السلوكيات من منظور قيم الجماعة أو قوانين المجتمع.المرحلة 3: الأخلاق المدفوعة بالتوافق مع الآخرين يتم تقييم السلوك بتاثيره على حصول الإنسان على التوافق والموافقة من الآخرين. هذه الطريقة في التقييم شائعة جداً بين المراهقين، لكن للأسف الكثير من الراشدين يظلون في هذه المرحلة حتى بعد تجاوزهم سن المراهقة. فمن يصلي لكي يراه الناس مصلياً، أو يتظاهر بالصوم أمام الناس بينما هو مُفطِر أو من يفعل أشياء غير مقتنع بها أو ربما لم يفكر مطلقاً في منطقيتها، وذلك فقط لكي لا يخرج على الإجماع أو يخرق الثوابت.المرحلة 4: الأخلاق المدفوعة بالطاعة للسلطات.في هذه المرحلة يُقيَّم السلوك وفقاً لتوافقه مع القوانين التي تهدف المصلحة العامة للمجتمع حتى وإن لم يكن هذا السلوك مفيداً للعلاقات المباشرة. بالنسبة للمرحلة السابقة يمكن للمراهق أن يكسر القانون لكي ينال رضا وموافقة أقرانه، أما في هذه المرحلة فهو يطيع القانون حتى لو تعرض لرفض أو استهجان الأقران لأنه القانون يراعي مصالح الجماعة. هذه المرحلة ينبغي أن يصل إليها من وصل إلى سن الرشد وتجاوز مرحلة المراهقة لكن للأسف كثير من الراشدين لم يصلوا إلى هذه المرحلة الأخلاقية ويشجع على ذلك أيضاً عشوائية القوانين وعدم مشروعيتها أو ديمقراطيتها بالإضافة إلى ضعف الدولة في تطبيقها. المراحل البعد تقليدية. هؤلاء هم رواد التغيير الأخلاقي في المجتمعالمرحلة 5: أخلاق العقد الاجتماعي.العقد الاجتماعي هو العقد غير المكتوب بين الفرد والجماعة الذي بمقتضاه يتنازل الفرد عن بعض من حريته الفردية لكي يطيع قوانين موضوعة لصالح المجتمع. فعلى سبيل المثال يتنازل الفرد عن قيادة سيارته بالسرعة التي يريد وذلك من أجل الالتزام بالسرعات المحددة لأن في ذلك صالح الآخرين.هذا العقد الاجتماعي هو المبرر الشرعي للقوانين، أما إذا كانت القوانين قد تم وضعها بطريقة سلطوية غير ديمقراطية ولا تحقق العدالة وحقوق الإنسان ولا تؤدي لأفضل الخير لأكبر عدد من الناس، فإن الواجب الأخلاقي في هذه الحالة هو رفض هذه القوانين ومحاولة تغييرها بالطرق الديمقراطية. سنة 1815 وقف ويليام ويلبرفورس[2] William Wilberforceوصرخ في مجلس العموم البريطاني طالباً بأن يأتي اليوم الذي لا يكون فيه بشر عبيد و لفترة 18 سنة لم ينجح مشروع القانون، لكنه استمر في نضاله حتى تم قبول مشروع القانون ضدج العبودية سنة 1833 كان ذلك قبل وفاته بأربعة أيام وانتهت العبودية. مثل هؤلاء الرجال والنساء الأخلاقيون يغيرون العالم.المرحلة 6: مرحلة المنطق المجرد في المثال السابق، سلك البرلماني البريطاني القنوات الديمقراطية لتغيير القانون، لكن في بعض المرات لا يكون هذا الطريق ممهداً ويحتاج الأمر لتحدي القوانين الظالمة ودفع الثمن وبذل التضحيات. في الأول من ديسمبر سنة 1955 رفضت روزا باركس Rosa Parks وهي سيدة أمريكية ملونة (أفريقية الأصل) كانت وقتها تبلغ الثانية والأربعين من العمر أن تتخلى عن مقعدها في مقدمة الحافلة لرجل أبيض وذلك في إحدى ولايات الجنوب (آلاباما) حيث كان يطبق الفصل العنصري. فتح هذا العمل الثوري، الذي قامت به باركس الباب أمام حركة الحقوق المدنية للسود حتى أن الكونجرس الأمريكي أسماها فيما بعد السيدة الأولى لهذه الحركة. ولا يستطيع أحد أن يحتج على أخلاقية هذا العمل بالرغم من أنه يعتبر نوع من مخالفة القانون والعصيان المدني.بعد ذلك في الرابع من مايو سنة 1961 قررت مجموعة من نشطاء الحقوق المدنية الأمريكيين أن يركبوا إحدى الحافلات بحيث يكون السود في المقدمة والبيض في المؤخرة ويتجهوا للجنوب حيث كان يمارس هذا الفصل العنصري. تعرض هؤلاء للضرب والاعتقال، لكن بعد ذلك توالت هذه الرحلات التي سميت برحلات الحرية Freedom Rides التي لفتت انتباه المجتمع الأمريكي لهذه القوانين والممارسات المجحفة. مما أدى في النهاية إلى انتصار هذه الحركة ضد القوى العنصرية. من المهم هنا ملاحظة أنه بالرغم من أن الأخلاق القبل تقليدية المفروض تواجدها بشكل طبيعي في الأطفال وأخلاق التوافق الاجتماعي المفترض وجودها بشكل طبيعي في المراهقة يمكن أن تستمر إلى سن الرشد في صورة ما يمكن أن نسميه "تخلفاً أخلاقياً". كما أن الإنسان يمكن أن يتطور أخلاقياً ثم يمر بفترات ردّة في تطوره الأخلاقي بسبب ضغوط نفسية أو اجتماعية، أو ربما ياتي موسم من مواسم العمر فيه يحرز تقدماً أخلاقياً بسبب نمو روحي ووجداني من خلال علاقات أكثر إيجابية بالله والنفس والآخرين.قيم أخلاقية تحتاج للتأكيد عندما يعاني أي مجتمع من ردّة حضارية، يعاني أفراده من ردّة أخلاقية فتصبح الأخلاق مدفوعة أساساً بالخوف من العقاب أو تحقيق المصالح أو أخلاقيات التوافق مع الآخرين وتجنب الرفض والعزل. وعندما تعاني الدولة من ضعف ورخاوة وعدم تطبيق للقوانين وبالتالي يتناقص الخوف من العقاب، عندئذ تصبح الأخلاقيات الأكثر اتباعاً هي فقط الأخلاقيات المرتبطة بالرفض والقبول من الآخرين وبالتالي بالبشكل الخارجي الذي يمكن أن يراه الآخرون. مثل الاحتشام، أو الالتزام بالطقوس الدينية والتواجد بأعداد غفيرة في دور العبادة أو أخلاقيات الكلام المباشر من تجنب رفع الصوت أو تجنب الألفاظ لقبيحة أو السلوك الجنسي الفاضح، أو عدم تناول مأكولات أو مشروبات غير مقبولة اجتماعياً أو عدم التدخير أو السهر و الرجوع للمنزل في أوقات مقبولة اجتماعياً من الجيران وغيرها. أما الأخلاق التي لا تعبر عنها سلوكيات ظاهرية فتعاني من ضعف شديد.من أمثلة هذه الأخلاقيات الغائبة في مجتمع الأخلاق الظاهرية ما يلي:

  • الصدق وقول الحق دون خشية اللوم
  • العطاء والإحساس بالآخرين
  • الغفران والتسامح
  • الوفاء بالوعود والالتزام بالعهود والعقود مهما كانت المغريات
  • الثبات على المواقف مهما كانت المصاعب
  • الشهامة ونصرة الضعيف والمظلوم
  • المواجهة وعدم الاغتياب والنميمة
  • عدم الأخذ بالشبهات والصبر والسمع من الطرفين
  • التعامل الناضج مع المال بدون بخل أو إسراف
  • التعامل الناضج مع الجنس بدون كبت وإنكار وبدون تسيب وانفلات
  • أولوية الجوهر على المظهر
  • قبول الآخرين واحترامهم مهما اختلفنا عنهم أو معهم.
كيف نغرس هذه الأخلاقيات في الأطفل والمراهقين؟ لا يتم غرس الأخلاقيات فقط بالثواب والعقاب، بل أن الاعتماد على الثواب والعقاب في غرس الأخلاقيات يجعلها دائماً على المستوى القبل تقليدي أو التقليدي على أقصى تقدير. أما بالتعليم والقدوة والمتابعة تتحول القيم الأخلاقية إلى معتقدات محورية راسخة في وعي الإنسان وضميره بحيث لا يستطيع أن يخالفها ويستمر في الشعور بالاتزان.بالتعليم أقصد شرح القيمة الأخلاقية والكلام عنها في كل مناسبة تسنح لذلك، ثم يأتي دور القدوة حيث يعيش الآباء والأمهات ما يعلمونه لأولادهم وبناتهم و ليس المقصود بالقدوة ألا يفشل الآباء والأمهات مطلقاً في أن تطبيق المبادئ الأخلاقية، ولكن المقصود أن يكون تطبيقها هو القاعدة والفشل هو الاستثناء و إذا حدث وفشلوا في ذلك عليهم أن يعترفوا بفشلهم ويعتذروا عنه. عليهم أيضاً أن يتابعوا تنفيذ أطفالهم لهذه المبادئ وفي المتابعة يأتي دور الثواب والعقاب.

minagou
Admin

المساهمات : 1035
تاريخ التسجيل : 13/07/2010

http://kelmetmanfa3a.forumaction.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى